الرئيسية / اخبار محلية / أي أمن في لبنان إذا صار راتب الجندي 20 دولاراً؟
armee 1112

أي أمن في لبنان إذا صار راتب الجندي 20 دولاراً؟

أحمد عياش – النهار

لم يأت كلام المرجع الأمني الكبير السبت الماضي في “النهار” من فراغ، بل هو محور مناقشة ومتابعة في أوساط ديبلوماسية وسياسية عدة لأن تأثيراته تصل الى مستقبل لبنان. وجوهر ما ورد في كلام المرجع، أن حفظ الأمن في هذه البلاد يمرّ حاليا بتجربة تعيد الى الاذهان ما عرفه لبنان إبان الحرب عام 1975 والتي استمرت حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي. لكن في تلك المرحلة كان هناك سبل خلاص، فأين نحن منها في لبنان اليوم؟

ربما من المفيد استعادة ما قاله المرجع قبل أيام حيث أبدى خشيته من أن يتأثر رجال الامن، وهم في نهاية المطاف مواطنون، بالشعارات التي يرفعها المتظاهرون لجهة الاعتراض على السياسة التي أدت الى الانهيار القدرة الشرائية لليرة بشكل لا سابق له. وهذا الوجع المعيشي، كما قال المرجع، هو وجع كل اللبنانيين، ما يعني ان تفاقم هذا الوجع قد يفضي الى إزالة الفاصل بين الامن والاحوال المعيشية فيدفع برجال الامن والمتظاهرين ليكونوا في صف واحد من اجل قضية واحدة.

تعليقاً على ما ورد، يقول مصدر سياسي بارز لـ “النهار” إن أخطر ما في المرحلة الراهنة هو هذا الانهيار المالي الذي أخذ الاكثرية الساحقة من المواطنين على حين غرة. ذلك لأن الشعب اللبناني رتّب أموره منذ بداية عقد التسعينيات على أساس استقرار سعر صرف الليرة الذي استمر حتى العام الماضي. وبفضل هذا الاستقرار وصل راتب الجندي مع عدد من التقديمات الى ما يعادل الالف دولار شهرياً. أما اليوم، يضيف المصدر، ربما يصل هذا الراتب الى 20 دولاراً إذا واصل انهيار صرف الليرة الى مستويات لم يعرفها البلد إلا في زمن مجاعة عام 1918. واقترح المصدر اللجوء الى تدابير استثنائية كتلك التي جرى اعتمادها في أسوأ أعوام حرب 1975 ومن بينها تبرعات قدمها من جيبه الخاص في الثمانينات رجل الاعمال رفيق الحريري قبل أن يصبح رئيسا للوزراء، تقدّر بملايين من الدولارات. وكان الغاية من تلك التبرعات وقتذاك أن يتم دعم صمود القوات المسلحة التي بقيت موالية للشرعية بعيداً من الولاء للميليشيات.

في موازاة ذلك، حذرت تقارير ديبلوماسية من مخاطر التدهور المعيشي الذي لم يطل فعلياً “حزب الله” الذي هو الهدف الرئيسي للعقوبات الاميركية التي وصلت الآن الى ذروتها في قانون قيصر. وفي احدث هذه التقارير، ان الحزب ما زال حتى الان يدفع رواتب عناصره المتفرّغة وعدد هؤلاء بالآلاف بما يراوح ما بين 600 و1200 دولار للعنصر تبعاً لموقعه الوظيفي. فيما تتلقى ما يعرف بـ”عوائل الشهداء” ما يراوح ما بين 200 و300 دولار شهرياً لكل عائلة. أما الكوادر العالية في الحزب، فيخلص التقرير الى القول، فهي تتلقى مخصصات تصل الى مستويات مرتفعة، ناهيك بامتيازات في قطاعات أعمال يديرها الحزب في مجالات عدة.

بالعودة إلى مواقف الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله منذ بداية مرحلة الانهيار في 17 تشرين الاول، لاحظ المراقبون أن نصرالله رسم خريطة طريق لما سيفضي اليه هذا الانهيار. فهو، وبعد أسبوع من تطورات 17 تشرين الاول، قال في كلمة له عبر الشاشة في الخامس والعشرين منه:”… حتى الجيش الذي هو الآن يُعتمد كحافظ للأمن وأساس لحفظ وحدة البلد والسلم الأهلي، سيأتي وقت يكون غير قادر على أن يأخذ معاشات”.

ثم قال نصرالله في كلمة مماثلة بعد مرور أسبوعين على ثورة 17 تشرين: “أنا قلت في الأيام الأولى لبعض الذين كانوا يراجعوننا، قلت لهم إذا ذهب البلد إلى الفوضى، يمكن أن يأتي وقت لا تستطيع الدولة اللبنانية أن تدفع فيه رواتب وينهار الجيش والقوى الأمنية وإدارات الدولة ويخرب البلد، لكن أنا أؤكد لكم أن المقاومة ستظل قادرة على أن تدفع الرواتب”. فهل الامور ماضية وفق ما طرحه نصرالله؟

في تعليق لأحد أركان “حركة المبادرة الوطنية” التي أبصرت النور في مرحلة ما بعد ثورة 17 تشرين على أبرز تطورات الايام الماضية، قال :”رسالة رئيس الجامعة الاميركية الدكتور فضلو خوري الاخيرة والتي وصف فيها هذه الحكومة الحالية بأنها أسوأ حكومة في تاريخ لبنان لجهة إدراكها وفهمها لملف التعليم العالي، تعبّر عن مشاعر عميقة مسّت كل اللبنانيين حول مستقبل الجامعات والتعليم العالي في لبنان في ظل إهمال حكومي وإهمال من الطاقم الحاكم كله، وهي توجّه صرخة وطنية ليس لإنقاذ الجامعة الاميركية فحسب، بل لإنقاذ كل القطاعات المتقدمة في البلد. والاهم هو ان يكون هناك عمل كبير وجبّار لمنع النزيف والهجرة من كل القطاعات التي استقطبت مواهب وكفايات إذا فقدها لبنان فإنه فعلا يفقد هويته”.

أضاف: “إننا نعتبر ان رحيل هذه الحكومة غير القادرة على كسب ثقة الداخل وغير قادرة على محاورة الخارج قد يكون فقط بداية لاستعادة الثقة بالبلد التي هدرها الطاقم الحاكم وتمادت هذه الحكومة في تبديدها”.

وخلص الى القول: ” تأكيد حزب الله على استمرار الحكومة ومنعها من الاستقالة فهو إهانة وامتهان لكرامة كل لبناني وهو في الوقت نفسه إصرار من “حزب الله” على قيادة البلد الى الانهيار والافلاس وجوع المواطن والأخطر ان يكون وراء الانهيار ضرب كل المؤسسات نظراً للتآكل المريع للرواتب وهذا ما يثير المخاوف حول نيات إيران تجاه المؤسسات العسكرية والامنية. لبنان أمام تحد كبير هو حماية الجيش من الازمة والانهيار”.

هل ستكون ثمّة استفاقة قبل خراب البصرة كما يقال؟ الجواب بالتأكيد قياساً على ما يصدر من مواقف عن الحكم، وآخرها ما صرّح به رئيس الحكومة حسان دياب من دار الفتوى، سيكون سلبياً. ومن المتوقع ان يواصل لبنان الغرق في مستنقع الازمات حتى إشعار يقرره “حزب الله” وراعيه الايراني. لكن دون ذلك محاذير أهمها ان أحدا لا يعلم ماذا سيحصل إذا ما فاض الكيل بهذه الازمات؟ وكيف سيكون هذا الفيض؟

شاهد أيضاً

banque du liban

فضيحة جديدة : بين صناعة اجهزة التنفس محليا والاستيراد… لبنان يفضل الاستيراد!

Almostakel. org  المضحك المبكي… فضيحة اليوم: أجهزة تنفّس بصناعة وطنيّة تدخل العالميّة وسط تسارع العديد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *