الهام فريحة
تريدون الحقيقة؟
تريدونها “من الآخر”؟
من دون لفٍّ ودوران؟
“سلِّموا على تشكيل حكومة جديدة”…
بمعنى أوضح: لا حكومة جديدة، وإلى تفعيل الحكومة الحالية درْ، وإلى مواصلة تصريف الأًعمال در… وما عدا ذلك “تسلية”… نعم “تسلية” لأنه ثبت للجميع ان لا كبير إلا شعب الإنتفاضة الجبَّار الذي هزَّ عروشكم الوهمية وأثبت أنكم تسلمتم بلدًا فعثتم فيه فسادًا ما قبله فساد وما بعده فساد!
***
“سلِّموا على حكومة جديدة”
لأنكم كنتم تعتقدون بأن تشكيل حكومة مجرد نزهة.
لا، تشكيل الحكومة ليس نزهة حين يتعلَّق بشروطكم التعجيزية وكأنه يحق لكم ان تمارسوا “ترف” تضييع الوقت وكأن هناك وقتاً لتضيِّعوه.
هذا يريد حكومة تكنوقراط خالية من أي وزير سياسي حتى لو كان وزير دولة.
هذا يريد حكومة تكنوسياسية.
ذاك يريد حكومة شبيهة بالتي كانت قائمة.
تُرى؟ هل تضحكون على الشعب؟ هل يحتمل الوضع الابتسامة؟
هل بلغكم ان الوضع بات اسوأ مما تعتقدون؟
هل بلغ مسامعكم ان أحد المواطنين انتحر لأنه فقد عمله ولأن عليه دَيْناً 700 ألف ليرة وأن إبنته طلبت منه الف ليرة لتشتري منقوشة في المدرسة لكن لم يكن معه ألف ليرة ليعطيها لها؟
هل بلغكم عدد المؤسسات التي أقفلت؟
هل بلغكم أن المطار “يُصوفِر” وأن لا حركة حجوزات وأن الكثير من الرحلات تصل فارغة؟
ماذا تريدون أكثر؟
***
إنسحب الحريري من الحلبة، ولكن إلى أين؟
هل باعتقاده ان بإمكانه أن يدير رئيس الحكومة الجديد، المقيم في السرايا، من بيت الوسط بالريموت كونترول؟
كان يمكن جدًا ان يحدث ذلك لو طابقت حسابات حقل التكليف حسابات بيدر بيت الوسط، لكن ما فهمه الرئيس الحريري متأخرًا هو:
بإمكانك الخروج ساعة تريد لكن ليس بإمكانِك العودة كما تريد، أو تسمية مَن تشاء كما تريد وساعة تريد… وبمعنى آخر: الإستقالة باليد والعودة على الشجرة، والصورة اليوم هي على الشكل التالي:
رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري “مستميت” للعودة إلى السرايا ولكن وفق شروطه، وهذا ما لا يقبل به الثنائي الشيعي.
الثنائي الشيعي يريد عودة الرئيس الحريري إلى السرايا ولكن وفق شروطهما، ولكن هذا ما لا يرضى به الحريري.