الرئيسية / اخبار محلية / استقرار كرتوني … بامتياز
lucien-drapeau (1)

استقرار كرتوني … بامتياز

المحامي لوسيان عون

غريب عجيب أمر هذا النظام الفاسد الذي ما فتىء حتى 17 تشرين الاول الماضي يطمئن المواطنين وبشكل يومي ومتعمد بأن الليرة متينة والاقتصاد متين وقوي والعهد كذلك وأن – حسب التصريحات المتتالية لهؤلاء – هناك ودائع في المصارف اللبنانية تبلغ 173 مليار دولار …

لكن ما ان انطلقت شرارة الثورة حتى بانت بشائر الارتباك والارباك وسرت معلومات انتشرت كالنار في الهشيم بأن السيولة نفدت وتبخرت وأن ثمة أزمة عصفت بالمصارف والمصرف المركزي الخ ….

اسمع تفرح جرب تحزن … سمة المرحلة الحالية ….

كنا في غمرة مقولة : البلد مليانة سرقات ولكن ما في ولا حرامي …

أصبحنا في غمرة مقولة : هناك 173 مليار دولار ودائع والليرة متينة والاقتصاد لا شيء يهزه … انما قرارات شل الحركة الاقتصادية وافلاس التجار والشركات ومنع التحويلات ووقف الاستثمارات وتجميد العقود المصرفية والتجارية ووقف الاقتراض وتقطير السحوبات سيدة الموقف في أزمة لم يشهدها لبنان منذ العام 1920 حتى تاريخه حتى ايام أزمة بنك انترا المالية حيث عاودت المصارف نشاطها بعيد افلاس المصرف عام 1967 فشهد لبنان أوجه ازدهاره الاقتصادي بين الاعوام 1967 و 1975 .

وكأن المطلوب اليوم عدم تشكيل حكومة انقاذ رغم مضي شهر على اندلاع الثورة ، علماً أن كافة الخبراء الاقتصاديين يجمعون على أن حل وحيد يأتي بثماره يمتص  الازمة الخانقة الحالية وهو تشكيل حكومة من الاختصاصيين التكنوقراط تعيد الثقة أقله كاجراء يوحي بأن العجلة الاقتصادية ستعاود دورانها ، لكن صراع الديوك لا يأبه لمن حوله ، بل همه الاوحد شعار ” يا قاتل يا مقتول ” …. فلا تنته الازمة الا حين  يرى الشعب أحدهما يخر صريعاً ومضرجاً بالدماء فينفش الآخر ريشه ويتباهى كالطاووس محلقاً ومبرزاً جبروته .

هل هو نيرون الذي أحرق روما ولم يشبع غريزته الشيطانية

أم هو هوس نرسيسي يشعر بالعظمة والمجد فيتلذذ بهول الازمة من حواليه

أما الشعب الثائر على مفارق الطرقات يئن جوعا وبؤساً وهجرة وبطالة وذلا وعطشاً فلا يراه الحاكم الا خصما لا يصفق له ولا ينحني ولا يقبل رجليه ولا يخدم بلاطه ،

أما بعد ،

ماذا ينتظر المسؤولون ،

وأي غضب أعظم من هذا الذي يملاء شاشات التلفذة رغم تسخيفه من قبل البعض ،

لم يكن ذاك الا خشية من محاكمة ومساءلة وطلب باعادة أموال عامة منهوبة …..

وان لم يكن من خوف ….

فلعل الغضب الساطع الآت يوم يدرك الجندي والموظف أن النهب لم يقتصر على الاموال العامة …..

بل ثمة حسابه المصرفي قد نهب أيضاً وأيضاً على ملذات الزعيم ورخائه وفسقه

بل أكثر وأكثر يوم يفصح له الزعيم الناهب الاكبر أنه لم يعد من مال لتسديد راتبه ….

عندها الشر المستطير …. والسلام

شاهد أيضاً

banque du liban

فضيحة جديدة : بين صناعة اجهزة التنفس محليا والاستيراد… لبنان يفضل الاستيراد!

Almostakel. org  المضحك المبكي… فضيحة اليوم: أجهزة تنفّس بصناعة وطنيّة تدخل العالميّة وسط تسارع العديد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *