الرئيسية / اخبار محلية / الرسائل السياسية في فناجين القهوة والشاي القضائية !
aoun hariri

الرسائل السياسية في فناجين القهوة والشاي القضائية !

بقلم المحامي لوسيان عون

إنها مفارقة وحدث مريب ولافت حصل منذ أيام عندما رفض وزيران ينتميان الى احد اركان التسوية الرئيس الحريري المثول امام المدعي العام المالي علي ابراهيم للاستماع اليهما بشكوى مالية تتعلق بعمليات سرقة وتزوير واختلاسات وصفقات حصلت في وزارة الاتصالات خلال ولايتيهما .

لم يات الرفض عاديا بل بمرتبة ” إكسترا ” وبلؤم شديد مدعم بحصانة وغطاء ” رئاسي ” بحيث جاء علنيا وعبر الهواء مباشرة مدعما بعبارة ” لن نمثل لا على فنجان قهوة ولا على فنجان شاي ” .

على ما يبدو سبق الرفض مفاوضات لمخرج معين يقضي بمثول شكلي لهؤلاء امام القاضي ابراهيم ينتهي بسند إقامة كحفاظ على ماء الوجه لكن لمجرد صدور ضمانة ذهبية من رئيسهما الرئيس الحريري بعدم المثول والرفض كان ” قطعها من رأس الشير ” على ما يقول المثل الشهير مع إعطاء درس للقاضي ابراهيم بشكل خاص والقضاء بشكل عام وما وراء الدافع للدعوة بأن لن تسوله نفسه بعد اليوم تحريك القضاء لكونه مس ب ” مقدسات اساسية ” وحصانات مخملية سياسية دينية منزهة عن اي دعوة سواء مع تطمينات ام ضمانات بعدم التوقيف ام السير بأي تحقيق ما تحت اي اعتبار .

هذه المرة عكس  الحدث  رسالة من احد اركان التسوية وهي رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة على غرار الرسالة التي وجهت الى الرئيس السنيورة منذ عام ونيف والتي أججت الصراع البارد بين الرئاستين والتي كان مسكها الختام التصريح الشهير لمفتي الجمهورية بأن السنيورة خط احمر وهو ادى الى لفلفة ملف ال 11 مليار الى ابد الابدين وألحقه بمصير ” الابراء المستحيل ” الذي دفن مع مصالح الفريقين .

اليوم يخشى ان تكون هيبة الدولة قد دفنت ودفنت معها هيبة القضاء  ومكانته خاصة إن طوى القاضي ابراهبم صفحة الدعوة وان كان ختامها مسك في العلاقة التسووية المتأرجحة سواء مع ” فنجان قهوة او فنجان شاي ” أم بدونهما . لكن الاكيد ان بعض اللبنانيين عادوا ليشعروا بعد وعود وردية مخملية باننا عدنا الى زمن ما قبل الخروج العسكري السوري في لبنان حين كان هم اللبنانيين اتقاء ارتشاف ”  فناجين القهوة السورية ” التي كان قسم منها ينتهي بلفلفة على غرار فنجاني شقير والجراح فيما كان القسم الاخر ينتهي بفناجين السم القاتلة من بينها تلك التي ارتشفها المعتقلون ال 630 الذين بقي مصيرهم مجهولا حتى اليوم في المعتقلات السورية .

وبين فناجين القهوة وفناجين الشاي يبقى اللبنانيون عالقين في فناجبن التبصير والتنجيم بانتظار بريق امل يعيد إليهم الحد الادنى من العيش الكريم بعدما ضاقت بهم السبل واضمحل الامل بذاك ” العهد القوي ” الذي لم يعد يذكر الا في نكات اللبنانيين وبيانات غضبهم للواقع المذري الذي وصلوا اليه

شاهد أيضاً

banque du liban

فضيحة جديدة : بين صناعة اجهزة التنفس محليا والاستيراد… لبنان يفضل الاستيراد!

Almostakel. org  المضحك المبكي… فضيحة اليوم: أجهزة تنفّس بصناعة وطنيّة تدخل العالميّة وسط تسارع العديد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *